أنت …
يا من يقرأ هذه الحروف المنثورة فوق السطور
جالسا في مكان ما …
عيناك تبحران في كلماتي …
تمخران عباب الأحاسيس في مدها وجزرها ..
أنت ..
أعرف أنك تقرؤني دائما …
وتشاهد هلوساتي المحفورة هنا وهناك …
أعرف تماما …
أنك تفتح هوامش بوحي كل ليلة …
تدور حولها … ولا تصل صلبها …
أنت … السامع … والقارئ .. والناظر …
إلى عري أفكاري ومشاعري …
ربما تتلذذ بدموع الحروف النازفة …
ربما تطرب .. لنغمات "الصبا" فوق قيثارة النبض …
ربما … تدفئك نيران تلتهم بعضها بين الكلمات … وتحيل أحلامي رمادا …
ربما يمتعك مشهد حيرتي أمام ارتباكك …
وارتباكي … أمام صمتك …
وصمتي … أمام غيابك …
أيها الناظر إلى حروفي … في هذه اللحظة …
المتسائل .. إن كنت أقصدك..
أو أقصد غيرك …
أو أقصد أحدا أصلاً!!!!
إن وصلتَ إلى هذه السطور …
ولا زلت .. "تتساءل" …
فاعلم … أنني بالتأكيد … لا أقصدك!!!
وإن قصدتك . .. فما كان يجب أن أقصدك …
وحده اليقين يسكن بيت القلب .. والقصيد !!!